تم النسخ!
في حملات على مستوى الجمهورية: المرور يضبط 131 ألف مخالفة خلال يوم
في إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة إلى تحقيق الانضباط في الشارع المصري ورفع مستوى السلامة المرورية، شنت الإدارة العامة للمرور، بالتنسيق مع مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، حملات مرورية مكثفة على مدار الـ 24 ساعة الماضية، استهدفت الطرق السريعة والمحاور الرئيسية ومداخل ومخارج المدن. وأسفرت هذه الحملات عن نتائج لافتة، حيث تم ضبط 131 ألف مخالفة مرورية متنوعة، وكشف عشرات حالات القيادة تحت تأثير المواد المخدرة، مما يعكس حجم الجهود المبذولة لفرض هيبة القانون والحد من حوادث الطرق. من خلال متابعتنا اليومية لهذه الحملات، يتضح أن هناك توجها حاسما لعدم التهاون مع أي مخالفة، صغيرة كانت أم كبيرة، إيمانا بأن الانضباط المروري هو أساس حماية أرواح المواطنين.
تحليل شخصي: نرى أن الرقم الضخم للمخالفات لا يشير فقط إلى فعالية الحملات، بل يكشف أيضا عن حجم الاستهتار لدى شريحة من السائقين. الأمر الأكثر خطورة هو استمرار ضبط حالات القيادة تحت تأثير المخدر، والتي تعد بمثابة "قنابل موقوتة" على الطرق. هذا يؤكد أن المواجهة يجب ألا تكون أمنية فقط، بل تتطلب وعيا مجتمعيا وثقافيا بأهمية الالتزام بقواعد المرور، لأن كل مخالفة يتم ضبطها هي حادث محتمل تم منعه.[7]
يقدم هذا التقرير تحليلا تفصيليا لحصيلة هذه الحملات، وأنواع المخالفات الأكثر شيوعا، والتقنيات المستخدمة في عمليات الضبط.
حصاد 24 ساعة: تحليل بالأرقام لأنواع المخالفات
لم تكن الحملات عشوائية، بل ركزت على المخالفات التي تعتبر الأسباب الرئيسية للحوادث الجسيمة. وتوزعت المخالفات الـ 131 ألفا على النحو التالي:
| نوع المخالفة | عدد الحالات المضبوطة (تقريبي) |
|---|---|
| تجاوز السرعة المقررة (رادار) | 25,000 مخالفة |
| عدم ارتداء حزام الأمان | 15,000 مخالفة |
| استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة | 12,000 مخالفة |
| القيادة بدون رخصة قيادة أو تسيير | 8,000 مخالفة |
| مخالفات متنوعة أخرى (انتظار خاطئ، ملصقات، إلخ) | 71,000 مخالفة |
هذه الأرقام تظهر أن مخالفات السرعة والسلوكيات الخطرة مثل استخدام الهاتف وعدم ارتداء الحزام لا تزال تتصدر المشهد، مما يستدعي استمرار وتشديد الحملات.[2]
المخدرات على الأسفلت: مواجهة "السائقين القتلة"
إلى جانب المخالفات التقليدية، أولت الحملات اهتماما خاصا بمواجهة ظاهرة القيادة تحت تأثير المواد المخدرة، والتي تعد سببا مباشرا في العديد من الحوادث الكارثية، خاصة على طرق النقل الثقيل والسفر الطويل.
وهذا يشبه إجراء فحص طبي إجباري للطيارين قبل كل رحلة. فكما لا يمكن السماح لطيار بالتحليق وهو تحت أي تأثير يفقده تركيزه، لا يجب السماح لسائق، خاصة سائق حافلة أو شاحنة، بالقيادة وهو يمثل خطرا على نفسه وعلى عشرات الأرواح الأخرى.
بالاستعانة بأجهزة الكشف السريع، تم فحص مئات السائقين بشكل عشوائي في الأكمنة المرورية المختلفة، وأسفرت الفحوصات عن ضبط عشرات الحالات الإيجابية. تم التحفظ على السائقين والمخدرات المضبوطة معهم، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، والتي تصل إلى الحبس والغرامة وسحب الرخصة نهائيا.
تكنولوجيا في خدمة الانضباط
لم تعد الحملات المرورية تعتمد فقط على العنصر البشري، بل أصبحت التكنولوجيا تلعب دورا محوريا في تحقيق الفعالية والحد من التدخل البشري.
وتشمل الأدوات التكنولوجية المستخدمة:
- الرادارات الثابتة والمتحركة: لرصد مخالفات السرعة على مدار الساعة.
- كاميرات المراقبة الذكية: لرصد مخالفات عدم ارتداء الحزام واستخدام الهاتف وغيرها بشكل آلي.
- أجهزة الكشف عن المخدرات: لتحليل عينات السائقين المشتبه بهم بشكل فوري ودقيق.
- منظومة الملصق الإلكتروني: التي تساعد في التعرف على المركبات المطلوبة أمنيا أو المنتهية الترخيص.
في الختام، فإن الأرقام المعلنة عن حصيلة الحملات المرورية تبعث برسالة مزدوجة: الأولى هي رسالة طمأنة للمواطنين الملتزمين بأن الدولة تعمل بكل قوة لضمان سلامتهم على الطرق، والثانية هي رسالة تحذير شديدة اللهجة للمخالفين والمستهترين بأن لا تهاون مع أي سلوك يعرض حياة الأبرياء للخطر. إن استمرار هذه الحملات بنفس القوة والزخم هو السبيل الوحيد لترسيخ ثقافة مرورية آمنة ومنضبطة، وتحويل طرق مصر إلى شرايين تنمية آمنة للجميع.


















