تم النسخ!
ضربات متلاحقة لتجار العملة.. الأمن يضبط معاملات غير مشروعة بـ3 ملايين جنيه
![]() |
| الحملات الأمنية تستهدف حماية الاقتصاد الوطني من الممارسات الضارة |
في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة فرض الرقابة على الأسواق وحماية الاقتصاد الوطني، تواصل أجهزة وزارة الداخلية حملاتها الأمنية المكثفة لملاحقة جرائم الإتجار غير المشروع في النقد الأجنبي، والتي تمثل ضررا بالغا على استقرار سوق الصرف. وقد أسفرت أحدث هذه الحملات، التي شنتها الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة بالتعاون مع مديريات الأمن في عدد من المحافظات، عن ضبط عدة قضايا بإجمالي مبالغ مالية متداولة تجاوزت قيمتها 3 ملايين جنيه مصري. من واقع خبرتنا في متابعة هذا الملف، ندرك أن هذه الضربات الأمنية لا تهدف فقط إلى معاقبة المخالفين، بل تحمل رسالة ردع قوية لكل من تسول له نفسه المضاربة على العملة الوطنية والإضرار بالاقتصاد.
تحليل شخصي: نرى أن نجاح هذه الحملات لا يقاس فقط بحجم المبالغ المضبوطة، بل بتأثيرها على سلوك السوق الموازية. كل قضية يتم ضبطها تساهم في تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والسعر في السوق السوداء، وتعيد الثقة في القنوات المصرفية الرسمية. إنها معركة طويلة ومستمرة تتطلب نفسا طويلا ويقظة أمنية دائمة، لأن تجار الأزمات ينشطون دائما في أوقات التحديات الاقتصادية.[2]
هذا التقرير يسلط الضوء على تفاصيل أبرز القضايا التي تم ضبطها، والأساليب الإجرامية التي يتبعها المتهمون، والجهود التي تبذلها الدولة لضبط سوق النقد.
تفاصيل الحملات الأمنية وأبرز المضبوطات
شملت الحملات الأمنية عدة محافظات رئيسية، حيث تمكنت فرق المباحث من رصد ومداهمة أوكار عدد من كبار تجار العملة الذين يديرون عملياتهم بسرية تامة بعيدا عن أعين الرقابة.
ومن أبرز القضايا التي تم ضبطها خلال الـ 48 ساعة الماضية:
- في القاهرة: تم ضبط صاحب إحدى شركات الصرافة (تم إيقافها سابقا) لقيامه بإدارة نشاطه من مسكنه الخاص، حيث عثر بحوزته على مبالغ مالية كبيرة من الدولارات والعملات الأجنبية الأخرى، بما يعادل حوالي 1.5 مليون جنيه مصري.
- في الجيزة: ألقي القبض على شخصين يتخذان من أحد المقاهي وكرا لممارسة نشاطهما، ويستقطبان العملاء عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. تم ضبطهما متلبسين أثناء إتمام إحدى الصفقات.
- في الإسكندرية: تم ضبط صاحب محل لتجارة الذهب لقيامه باستخدام المحل كستار للإتجار في العملة، حيث عثر لديه على مبالغ مالية أجنبية ومحلية بقيمة تقارب المليون جنيه.
وقد بلغت القيمة الإجمالية للأموال المضبوطة في هذه القضايا وغيرها ما يعادل أكثر من 3 ملايين جنيه مصري، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال جميع المتهمين.
أساليب إجرامية متجددة في مواجهة الرقابة
تكشف التحقيقات مع المتهمين عن تطور مستمر في أساليبهم الإجرامية لمحاولة الإفلات من قبضة الأمن.
وهذا يشبه لعبة القط والفأر، فكلما شددت السلطات الرقابة على منفذ معين، يبحث المجرمون عن ثغرة جديدة. لقد انتقلوا من التعاملات المباشرة في الشارع إلى استخدام مجموعات مغلقة على تطبيقات مثل "واتساب" و"تليجرام" لتنسيق عمليات البيع والشراء، مما يتطلب جهدا استخباراتيا وتقنيا أكبر من جانب أجهزة الأمن لرصدهم.[7]
| الأسلوب التقليدي | الأسلوب الحديث |
|---|---|
| التعامل المباشر في الشوارع أو المقاهي. | استخدام مجموعات مغلقة على تطبيقات التواصل الاجتماعي. |
| استخدام شركات الصرافة كواجهة. | استغلال أنشطة تجارية أخرى كستار (مثل محلات الذهب). |
| الاعتماد على شبكة علاقات شخصية محدودة. | الوصول إلى عدد أكبر من العملاء عبر الإنترنت. |
التأثير الاقتصادي للإتجار غير المشروع بالعملة
يحذر الخبراء الاقتصاديون من أن السوق الموازية للنقد الأجنبي تخلق آثارا سلبية عديدة على الاقتصاد، منها:
- خلق سعر صرف غير حقيقي: مما يؤدي إلى زيادة معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع المستوردة.
- تقليل موارد الدولة من النقد الأجنبي: حيث يتم تداول العملات الصعبة خارج الجهاز المصرفي الرسمي.
- الإضرار بمناخ الاستثمار: حيث يخلق حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين الأجانب.
من هنا، تكتسب الحملات الأمنية أهميتها كأداة حيوية ليس فقط لفرض القانون، بل لدعم استقرار الاقتصاد ككل.
في الختام، تؤكد وزارة الداخلية عزمها على مواصلة حملاتها بكل حزم وقوة ضد كل من يتلاعب بأسواق النقد ويضر بالاقتصاد الوطني. إن ضبط قضايا تتجاوز قيمتها 3 ملايين جنيه في فترة وجيزة هو دليل على فعالية هذه الحملات، ورسالة واضحة بأن الدولة لن تتهاون في حماية أمنها الاقتصادي، وأن التعاملات المالية يجب أن تتم عبر قنواتها الشرعية لضمان الشفافية والاستقرار للجميع.


















