القائمة الرئيسية

الصفحات

جديد
من موضوعاتنا المتنوعة

×

إقرأ الموضوع كاملاً من المصدر
فيديوهات من قلب الحدث

نتنياهو يرفض السيادة الفلسطينية ويتمسك بالسيطرة الأمنية

+حجم الخط-

تم النسخ!

نتنياهو: السيطرة الأمنية من النهر إلى البحر خط أحمر

نتنياهو يرفض السيادة الفلسطينية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحدد موقفه من السيادة الأمنية في المنطقة

في تصريح أعاد تحديد ملامح الموقف الإسرائيلي الرسمي من أي تسوية مستقبلية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تتخلى تحت أي ظرف عن السيادة الأمنية الكاملة على كافة الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط. هذا الموقف الحاسم، الذي وصفه نتنياهو بـ "الخط الأحمر"، يضع تحديات كبيرة أمام الجهود الدولية لإحياء مفاوضات السلام، خاصة تلك التي ترتكز على مبدأ حل الدولتين. من واقع تحليلنا للمشهد السياسي، فإن هذا التصريح لا يمثل فقط موقفا تفاوضيا، بل يعكس عقيدة أمنية راسخة لدى اليمين الإسرائيلي، ترى في السيطرة الأمنية الكاملة ضمانة لوجود الدولة.

تحليل شخصي: نرى أن توقيت هذا التصريح بالغ الأهمية، فهو يأتي في خضم تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية تسعى لرسم ملامح "اليوم التالي" للصراعات الحالية. نتنياهو، من خلال هذا الموقف، لا يخاطب الفلسطينيين أو المجتمع الدولي فقط، بل يوجه رسالة قوية إلى الداخل الإسرائيلي وقاعدته الانتخابية، مؤكدا على ثوابت اليمين ومقدما نفسه على أنه الحامي للمصالح الأمنية الإسرائيلية العليا، وهو ما يهدف إلى تعزيز موقفه السياسي داخليا في مواجهة التحديات السياسية المتزايدة.


في هذا المقال، سنتعمق في تحليل أبعاد تصريحات نتنياهو، ونستكشف تداعياتها على مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومصير حل الدولتين، وردود الفعل المتوقعة على الساحتين الإقليمية والدولية.

تفكيك مفهوم "السيادة الأمنية الكاملة"

عندما يتحدث نتنياهو عن "السيادة الأمنية الكاملة"، فإنه يشير إلى مفهوم يتجاوز مجرد وجود نقاط تفتيش أو تنسيق أمني. هذا المفهوم يعني احتفاظ الجيش الإسرائيلي بالحق المطلق في التحرك والعمل في أي بقعة من أراضي الضفة الغربية، دون قيود أو حاجة لموافقة أي طرف آخر، بما في ذلك أي كيان فلسطيني مستقبلي.

هذه الرؤية الإسرائيلية للسيادة الأمنية تتضمن عدة عناصر أساسية:

  • السيطرة على المجال الجوي: احتفاظ إسرائيل بالسيطرة الكاملة على الأجواء فوق الضفة الغربية.
  • السيطرة على المعابر الحدودية: التحكم في جميع المنافذ الدولية، بما في ذلك الحدود مع الأردن.
  • حرية العمل العسكري: قدرة الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات عسكرية واستخباراتية داخل المناطق الفلسطينية لـ "إحباط التهديدات".
  • التحكم في الأغوار: اعتبار منطقة غور الأردن، التي تشكل حوالي 30% من مساحة الضفة الغربية، حزاما أمنيا استراتيجيا لإسرائيل.

من منظور فلسطيني، فإن هذا المفهوم يفرغ أي دولة مستقبلية من مضمونها الحقيقي، ويحولها إلى مجرد كيان ذي حكم ذاتي محدود تحت وصاية أمنية إسرائيلية دائمة، وهو ما يتعارض كليا مع تعريف الدولة ذات السيادة في القانون الدولي.[1]

تأثير التصريحات على حل الدولتين

يعتبر مبدأ "حل الدولتين"، الذي ينص على قيام دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، هو الركيزة الأساسية التي اعتمدتها معظم المبادرات الدبلوماسية الدولية على مدى العقود الماضية. تصريحات نتنياهو الأخيرة تضع هذا الحل أمام تحد وجودي.

متطلبات الدولة الفلسطينية موقف نتنياهو
السيادة الكاملة على الأراضي مرفوضة (السيطرة الأمنية الإسرائيلية)
السيطرة على الحدود والمجال الجوي مرفوضة (تبقى تحت السيطرة الإسرائيلية)
جيش وقوات أمن مستقلة مرفوضة (دولة منزوعة السلاح مع حرية عمل لإسرائيل)

وهذا يشبه إلى حد كبير "خطط الحكم الذاتي" التي طرحت في اتفاقيات كامب ديفيد في السبعينيات، والتي كانت تهدف إلى منح الفلسطينيين إدارة شؤونهم المدنية مع إبقاء السيطرة الأمنية الشاملة في يد إسرائيل. يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، حيث يتم تقديم صيغ قديمة في إطار سياسي جديد، مما يعكس ثبات العقيدة الأمنية الإسرائيلية عبر الحكومات المختلفة.

هذا الموقف يعني عمليا أن رؤية نتنياهو لا تتضمن دولة فلسطينية بالمعنى المتعارف عليه دوليا، بل كيانا محدود الصلاحيات، وهو ما يهدد بنسف أي أساس لمفاوضات مستقبلية جادة.

الدوافع وراء الموقف المتشدد

لا يمكن فهم تصريحات نتنياهو بمعزل عن السياق السياسي والداخلي في إسرائيل. هناك عدة دوافع رئيسية وراء هذا التشدد:

  1. الاعتبارات الأمنية: القناعة العميقة لدى المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية بأن أي تخل عن السيطرة الأمنية في الضفة الغربية سيؤدي إلى تحولها إلى "قاعدة إرهابية" تهدد المدن الإسرائيلية الكبرى.
  2. الضغوط السياسية الداخلية: يعتمد ائتلاف نتنياهو الحكومي بشكل كبير على أحزاب اليمين المتطرف التي ترفض بشكل قاطع أي فكرة لقيام دولة فلسطينية، وتدعو لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.
  3. الرأي العام الإسرائيلي: بعد سنوات من الصراع، أصبح جزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي يميل نحو اليمين ويشكك في جدوى الانسحابات الإقليمية مقابل السلام، خاصة بعد الانسحاب من غزة عام 2005.

هذه العوامل مجتمعة تخلق بيئة سياسية تجعل من الصعب على أي زعيم إسرائيلي، ونتنياهو على وجه الخصوص، تقديم تنازلات جوهرية تتعلق بالسيادة الأمنية.

في الختام، يضع تصريح بنيامين نتنياهو العالم أمام حقيقة واضحة: رؤية الحكومة الإسرائيلية الحالية للمستقبل لا تتوافق مع الرؤية الدولية القائمة على حل الدولتين. من خلال رسم "خط أحمر" حول السيادة الأمنية، يغلق نتنياهو الباب فعليا أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة، ويؤسس لواقع قد يستمر فيه الصراع بأشكال مختلفة. تبقى الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي لتحديد كيفية التعامل مع هذا الموقف الحاسم الذي يعيد تشكيل قواعد اللعبة في أحد أكثر الصراعات تعقيدا في العالم. إن مستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يبدو أكثر تعقيدا بعد هذه التصريحات.

المصادر

أسئلة متعلقة بالموضوع
أضف تعليقك هنا وشاركنا رأيك
أضف تقييم للمقال
0.0
تقييم
0 مقيم
التعليقات
  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
د.محمد بدر الدين

رئيس التحرير | أسعى لتقديم محتوى مفيد وموثوق. هدفي دائمًا تقديم قيمة مضافة للمتابعين.

إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

اكتب تعليقك هنا

0 زائر نشط الآن
صورة الخبر

أقسام فريق العمل

القادة المؤسسون

قدر يحيى قدر يحيى
د.محمد بدر الدين د.محمد بدر الدين

فريق الإعداد والتدقيق

اياد علىاياد على
مريم حسينمريم حسين
أحمد نبيلأحمد نبيل
سلمى شرفسلمى شرف

فريق التصميم والمحتوى

ساره محمدساره محمد
كريم ناجىكريم ناجى

فريق التحرير التنفيذي

جودى يحيىجودى يحيى
سما علىسما على
نرمين عطانرمين عطا
نهى كاملنهى كامل
رباب جابررباب جابر
علا جمالعلا جمال
داليا حازمداليا حازم
علا حسنعلا حسن

فريق الدعم والعلاقات العامة

خالد فهميخالد فهمي
ليليان مرادليليان مراد
أحمد سعيدأحمد سعيد
فاطمة علىفاطمة على

نافذتك على العالم برؤية عربية

تعرف على فريق العمل