تم النسخ!
الليلة الأطول في العام: الشتاء يطرق الأبواب رسمياً وهذا موعد نهايته
بقلم قدر يحيى: رئيس مجلس الإدارة
![]() |
| العد التنازلي لبداية "المربعانية" وأبرد أيام السنة |
لم يتبقَ سوى ساعات قليلة، وندخل رسمياً في "المنطقة الباردة". غداً الأحد، 21 ديسمبر، لن يكون يوماً عادياً؛ إنه الموعد الفلكي الدقيق لما يُعرف بـ "الانقلاب الشتوي"، اللحظة التي تعلن فيها الطبيعة عن بدء موسم "البيات الشتوي" واستخراج الملابس الثقيلة. وفقاً للحسابات الفلكية الدقيقة، سيستمر هذا الضيف البارد في ضيافتنا لمدة 88 يوماً و23 ساعة و41 دقيقة بالتمام والكمال.
ويرى الكاتب أن: هذا التوقيت ليس مجرد رقم في التقويم، بل هو إشارة بيولوجية ونفسية لأجسادنا لتغيير نمط الحياة، فمع قصر النهار وطول الليل، تتغير ساعات نومنا ونشاطنا بشكل تلقائي، وهو ما يستدعي استعداداً خاصاً.[1] [1]
لكن، ما الذي يحدث بالضبط في السماء ليجعلنا نشعر بهذا البرد المفاجئ؟ وهل الشمس تبتعد عنا حقاً؟ إليك الإجابة العلمية المبسطة.
لغز الانقلاب الشتوي: ليست المسافة، بل الميل!
هناك خرافة شائعة تقول إن الشتاء يأتي لأن الأرض تبتعد عن الشمس، والحقيقة عكس ذلك تماماً! نحن في الشتاء نكون أقرب للشمس من الصيف، ولكن السر يكمن في "زاوية السقوط". الأرض تدور حول الشمس وهي "مائلة" على جنبها بمقدار 23.5 درجة، مثل "الخذروف" المائل. غداً، سيميل نصفنا الشمالي (حيث نعيش) بعيداً عن الشمس لأقصى درجة ممكنة، فتسقط الأشعة مائلة وضعيفة، بينما يحصل سكان النصف الجنوبي (مثل أستراليا) على الصيف والحرارة. [2]
| المتغير | الوضع غداً (21 ديسمبر) |
|---|---|
| النهار | أقصر نهار في السنة (أقل من 12 ساعة) |
| الليل | أطول ليل في السنة (فرصة للنوم العميق!) |
الظلام الدامس وشمس منتصف الليل
تخيل أن تعيش يوماً كاملاً بلا شمس! هذا ما سيحدث غداً لسكان المناطق الواقعة شمال الدائرة القطبية (66.5 درجة شمالاً). الشمس لن تشرق لديهم أصلاً، وستبقى تحت الأفق طوال الـ 24 ساعة. في المقابل، ستشهد الدائرة القطبية الجنوبية ظاهرة "شمس منتصف الليل"، حيث تظل الشمس في السماء طوال اليوم دون غروب، في مشهد كوني يثبت عظمة الخالق وكروية كوكبنا.
وهذا يشبه لعبة "التبادل" الكونية؛ فنحن نعطيهم الدفء والنور الآن، لنستعيده منهم بعد 6 أشهر في الانقلاب الصيفي، لتستمر الحياة على الكوكب. [3]
ماذا بعد الانقلاب؟ رحلة العودة
الخبر الجيد لعشاق النهار، هو أن يوم الانقلاب الشتوي يمثل "القاع". بمجرد انتهاء يوم غد، ستبدأ الشمس رحلة العودة الظاهرية نحو الشمال. سيبدأ النهار يطول تدريجياً، دقيقة تلو الأخرى، في رحلة تستمر 3 أشهر حتى نصل إلى "الاعتدال الربيعي" في 20 مارس 2026، حيث يتساوى الليل والنهار وتبدأ الزهور في التفتح.
ونرى أن: الفترة القادمة تتطلب حذراً شديداً من التقلبات الجوية، فبداية الشتاء فلكياً تعني أن ذروة البرد لم تأتِ بعد، بل ستبدأ في التراكم خلال الأسابيع القادمة. [4]
خاتمة المقال
غداً نبدأ صفحة جديدة في كتاب المناخ لهذا العام. 89 يوماً من الشتاء تنتظرنا، تحمل معها الأمطار والخير، ولكنها تتطلب الاستعداد الجيد. لا تنسوا تجهيز المشروبات الساخنة والملابس الثقيلة، واستمتعوا بأطول ليل في السنة، فكل فصل من فصول السنة له جماله الخاص الذي لا يتكرر.


















