تم النسخ!
حرب الطاقة تشتعل: أوديسا تدفع الثمن غالياً
بقلم قدر يحيى: رئيس مجلس الإدارة
![]() |
| مدينة أوديسا الساحلية تعاني من شلل تام في مرافق الطاقة بعد الهجوم الأخير |
استفاقت مدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا اليوم السبت على واقع مأساوي جديد، حيث غرقت المدينة ومحيطها في ظلام شبه تام إثر هجوم روسي كاسح استهدف البنية التحتية للطاقة خلال ساعات الليل. هذا الهجوم، الذي وُصف بأنه الأعنف منذ فترة، أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل، مما أعاد إلى الأذهان سيناريوهات الشتاء القاسي والحرب المستمرة على مقومات الحياة الأساسية. الهجوم لم يضرب الكهرباء فحسب، بل شل إمدادات المياه والتدفئة، واضعاً مئات الآلاف من المدنيين في مواجهة مباشرة مع البرد والظلام.[1]
ويرى الكاتب أن: استراتيجية استهداف شبكات الكهرباء ليست جديدة في هذا النزاع، لكن كثافة هذا الهجوم وتوقيته يشيران إلى تصعيد خطير يهدف إلى كسر الروح المعنوية للأوكرانيين عبر حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية: الضوء والدفء.
في هذا التقرير، نرصد حجم الدمار، تصريحات المسؤولين، وتداعيات هذه "الليلة السوداء" على المدنيين في الجنوب الأوكراني.
زيلينسكي: هجوم بـ 450 طائرة مسيرة
في تعليقه على الهجوم، كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أرقام صادمة تعكس حجم الغارة الجوية. عبر تطبيق "تيليجرام"، أكد زيلينسكي أن روسيا شنت هجوماً مركباً استخدمت فيه أكثر من 450 طائرة مسيرة و 30 صاروخاً متنوعاً، مستهدفة بشكل أساسي البنية التحتية المدنية.
وقال زيلينسكي: "وقع العبء الأكبر من الهجوم على منظومة الطاقة لدينا في الجنوب، وتحديداً منطقة أوديسا"، مشيراً إلى أن آثار القصف امتدت لتشمل آلاف الأسر في سبع مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، مما حول ليلة السبت إلى كابوس حقيقي.[2]
مليون منزل بلا ضوء أو ماء
لم تقتصر الخسائر على الظلام. وزيرة الاقتصاد ونائبة رئيس الوزراء، يوليا سفيريدينكو، وصفت الهجوم بأنه "من أكبر الهجمات على أوديسا خلال الحرب". وأوضحت أن الضرر لم يقتصر على الكهرباء، بل أدى إلى توقف محطات ضخ المياه، مما اضطر السلطات لنقل إمدادات مياه "غير صالحة للشرب" إلى المناطق المتضررة لتلبية الاحتياجات الأساسية (غير الشرب) للسكان.
من جانبه، أكد وزير الداخلية إيهور كليمينكو أن الحصيلة الأولية تشير إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون منزل، وإصابة 5 أشخاص بجروح متفاوتة جراء القصف والشظايا المتطايرة.
خريطة الظلام: أوديسا وميكولايف وخيرسون
أوضحت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الأوكرانية أن الأضرار تركزت في الجنوب، حيث تعاني مناطق واسعة في:
- أوديسا: الأكثر تضرراً، انقطاع شبه كامل.
- ميكولايف: انقطاعات واسعة في التيار.
- خيرسون: الجزء الخاضع للسيطرة الأوكرانية والواقع على خط المواجهة بات "بدون كهرباء تماماً".
يأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة طويلة من الضربات الروسية المنهجية لقطاع الطاقة منذ غزو 2022، مما يفرض على الأوكرانيين العيش في جداول تقنين قاسية وانقطاعات يومية مستمرة.


















