تم النسخ!
عندما يتحول التجسس إلى كابوس بيئي: سر عام 1965
بقلم قدر يحيى: رئيس مجلس الإدارة
![]() |
| مهمة سرية تحولت إلى كارثة محتملة: جهاز نووي مفقود منذ 60 عاماً |
في أعالي قمم العالم، حيث يلامس الثلج السماء، يرقد سر دفين ومخيف يعود لحقبة الحرب الباردة. كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تفاصيل مرعبة لمهمة استخباراتية فاشلة نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) عام 1965، أسفرت عن فقدان جهاز نووي شديد الخطورة في قلب جبال الهيمالايا. هذا الجهاز، الذي يحتوي على كمية مرعبة من البلوتونيوم، لم يُعثر عليه حتى اليوم، ليصبح بمثابة "قنبلة موقوتة" تهدد بتلويث أحد أهم مصادر المياه في آسيا، مهدداً حياة الملايين من البشر الذين يعتمدون على مياه نهر الجانج.[1]
ويرى الكاتب أن: خطورة هذه الحادثة لا تكمن فقط في فقدان تكنولوجيا حساسة، بل في الكارثة البيئية الصامتة. فكرة أن يتحلل جهاز نووي ببطء داخل نهر جليدي يغذي شريان حياة لملايين البشر هي سيناريو مرعب يتجاوز حدود السياسة والجاسوسية ليمس الأمن البشري والبيئي بشكل مباشر.
في هذا التحقيق، نغوص في تفاصيل المهمة المستحيلة، ونحلل طبيعة الجهاز المفقود، والمخاطر الحقيقية التي قد تنجم عن تحلله في الطبيعة.
المهمة المستحيلة: التجسس من سقف العالم
بدأت القصة عندما فجرت الصين قنبلتها الذرية الأولى، مما أثار ذعر الولايات المتحدة. قررت الـ CIA، بالتعاون مع الاستخبارات الهندية، زرع جهاز تنصت متطور يعمل بالطاقة النووية على قمة جبل "ناندا ديفي" الشاهق، للتجسس على منشآت التجارب النووية الصينية وتتبع تجارب الصواريخ.
تفاصيل المهمة:
- الفريق: نخبة من المتسلقين الأمريكيين والهنود المحترفين، تم اختيارهم لقدرتهم على التكتم وتحمل الظروف القاسية.
- المعدات: هوائيات، كابلات، وجهاز الطاقة النووي (SNAP-19C).
- الهدف: الوصول إلى القمة لتثبيت "عين إلكترونية" تراقب العمق الصيني.
الجهاز المفقود: مواصفات الرعب
لم يكن الجهاز المفقود مجرد بطارية عادية، بل كان مولداً كهربائياً حرارياً بالنظائر المشعة. وإليكم أبرز ما يميزه ويزيد من خطورته:
| المواصفات | التفاصيل |
|---|---|
| الاسم التقني | SNAP-19C |
| المحتوى النووي | بلوتونيوم-238 (شديد الإشعاع) و بلوتونيوم-239 |
| الكمية | حوالي ثلث الكمية المستخدمة في قنبلة ناجازاكي. |
| الوزن والحجم | 23 كيلوجراماً (بحجم كرة الشاطئ تقريباً). |
لحظة الكارثة: عندما ابتلع الجبل السر
بينما كان الفريق على وشك الوصول إلى القمة، انقلبت الطبيعة ضدهم. ضربت عاصفة ثلجية هوجاء الجبل، مما أجبر المتسلقين على اتخاذ قرار مصيري للنجاة بأرواحهم: ترك المعدات الثقيلة، بما في ذلك الجهاز النووي، في "المعسكر الرابع" وتخبئتها، ثم الانسحاب فوراً.
عندما عاد الفريق في العام التالي للبحث عن الجهاز، كانت المفاجأة الصادمة: الجهاز اختفى تماماً. يُعتقد أن انهياراً جليدياً جرف الجهاز ودفنه في أعماق الثلوج، ولم يُرَ منذ عام 1965 وحتى يومنا هذا.[2]
التهديد القائم: سموم في نهر الجانج
المشكلة الحقيقية ليست في فقدان الجهاز، بل في مكانه. جبل ناندا ديفي يغذي بأنهاره الجليدية نهر الجانج المقدس، الذي يعتمد عليه مئات الملايين في الشرب والري. المخاوف تتزايد من تآكل الغلاف الحاوي للبلوتونيوم بمرور الزمن، مما قد يؤدي إلى تسرب المواد المشعة إلى المياه.
وهذا يشبه وضع قطرة سم مركزة في خزان مياه عملاق يغذي مدينة بأكملها؛ قد يكون التأثير بطيئاً وغير مرئي في البداية، لكن عواقبه الصحية قد تكون كارثية ولا رجعة فيها.
ورغم مرور عقود، لا تزال الولايات المتحدة ترفض الإفصاح رسمياً عن تفاصيل الحادثة، بينما يعيش القادة المحليون والسكان في قلق دائم من احتمال "تسمم النهر" في أي لحظة.


















