تم النسخ!
ألبانيزي: هجوم شاطئ بوندي دافعه "أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية"
![]() |
| الهجوم المروع الذي استهدف حشداً يحتفل بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بوندي الشهير في سيدنى |
حسمت الحكومة الأسترالية رسمياً الجدل الدائر حول هجوم شاطئ بوندي، حيث أكد رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي أن "أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية" كانت المحرك الأساسي للمجزرة.[1] هذا الإعلان يضع إطاراً واضحاً للتحقيقات في الهجوم، الذي استهدف محتفلين بعيد حانوكا وأسفر عن مقتل 15 شخصاً، ويؤكد تصنيفه كعمل "إرهابي معادٍ للسامية". والأخطر من ذلك، أن الحادثة تكشف عن تحول مقلق في نمط الإرهاب، بعيداً عن الخلايا المنظمة نحو أفراد منعزلين يتلقون الفكر المتطرف رقمياً، وهو ما يمثل تحدياً استخباراتياً وأمنياً غير مسبوق.
ويرى الكاتب أن: الربط الرسمي بين الهجوم وأيديولوجية داعش لا يكشف فقط عن دافع المنفذين، بل يسلط الضوء على استمرار قدرة التنظيم على الإلهام والتجنيد عن بعد، حتى بعد سنوات من هزيمته المكانية في سوريا والعراق. إن الحادثة تؤكد أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة أفكار في المقام الأول، وتتطلب استراتيجيات مجتمعية وفكرية لمواجهة الكراهية والتطرف، بنفس القدر من الأهمية التي تُعطى للإجراءات الأمنية والاستخباراتية.
في هذا التقرير المفصل، نستعرض أبعاد الحادث، وتفاصيل هوية المنفذين، والتحقيقات الجارية التي كشفت عن رحلة غامضة إلى الفلبين، وردود الفعل المحلية والدولية، وتداعيات الهجوم على السياسات الأمنية وقوانين حيازة السلاح في أستراليا.
تفاصيل الهجوم وكشف هوية المنفذين
مساء الأحد، تحولت احتفالات عيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بوندي، أحد أشهر المعالم السياحية في سيدني، إلى مسرح للرعب. قام رجلان، تم الكشف عن هويتهما لاحقاً وهما ساجد أكرم (50 عاماً) وابنه نافيد أكرم (24 عاماً)، بفتح النار بشكل عشوائي على المحتفلين لمدة عشر دقائق.[2] أسفر الهجوم الوحشي عن مقتل 15 شخصاً، بينهم أطفال وكبار في السن، وإصابة 22 آخرين لا يزالون في المستشفيات، بعضهم في حالة حرجة.
انتهى الهجوم بمقتل الأب، ساجد أكرم، برصاص الشرطة في موقع الحادث، بينما أُصيب الابن، نافيد، بجروح خطيرة ونُقل إلى المستشفى تحت حراسة مشددة. وقد عثرت السلطات على أعلام لتنظيم الدولة الإسلامية وعبوة ناسفة بدائية الصنع في سيارة المنفذين، مما قدم دليلاً مادياً مبكراً على الدافع الأيديولوجي.
| العنصر | التفاصيل |
|---|---|
| المنفذان | ساجد أكرم (الأب، 50 عاماً) ونافيد أكرم (الابن، 24 عاماً) |
| الموقع | شاطئ بوندي، سيدني، أستراليا |
| الضحايا | 15 قتيلاً وأكثر من 22 جريحاً |
| الدافع المعلن | أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) |
جذور التطرف: تاريخ المنفذين والرحلة إلى الفلبين
كشفت التحقيقات الأولية عن تفاصيل مقلقة حول تاريخ أحد المنفذين. فقد أكد رئيس الوزراء ألبانيزي أن الابن، نافيد أكرم، وهو مواطن أسترالي المولد، كان على رادار وكالة الاستخبارات الأسترالية (ASIO) في عام 2016 بسبب أنشطة متطرفة.
وهذا يشبه إلى حد كبير قصص العديد من المتطرفين في الغرب، الذين يبدأون بنشر محتوى متطرف عبر الإنترنت، ثم ينتقلون إلى التواصل مع عناصر أكثر خطورة، وغالباً ما يقومون برحلات إلى مناطق نزاع أو تدريب، كما حدث مع نافيد الذي سافر إلى الفلبين في 2018، وهي رحلة يُعتقد أنها كانت نقطة تحول في مسار تطرفه.
التحقيقات تركز الآن على فهم ما حدث خلال تلك الرحلة التي استمرت ستة أشهر، وما إذا كان قد تلقى تدريباً أو تواصل مع جماعات إرهابية تابعة لداعش هناك.
تداعيات أمنية وتشديد قوانين السلاح
أعاد الهجوم فتح نقاش وطني حاد حول قوانين حيازة الأسلحة في أستراليا، التي تعتبر من بين الأكثر صرامة في العالم. استخدم المنفذان بندقيتين نصف آليتين تم الحصول عليهما بشكل غير قانوني، مما أثار تساؤلات حول كيفية تمكنهما من ذلك.
رداً على الحادث، أعلنت الحكومة الأسترالية عن مراجعة شاملة للسياسات الأمنية، مع التركيز على:
- مكافحة التطرف عبر الإنترنت: تعزيز الرقابة على المحتوى المتطرف والتعاون مع شركات التكنولوجيا لإزالته.
- قوانين الأسلحة: زيادة العقوبات على تهريب وحيازة الأسلحة غير القانونية.
- التعاون الاستخباراتي: تكثيف تبادل المعلومات مع الدول الحليفة، خاصة فيما يتعلق بسفر المواطنين إلى بؤر التوتر.
ونرى أن هذه الإجراءات، رغم أهميتها، قد لا تكون كافية لمواجهة التهديد المتطور. التحدي الأكبر يكمن في تحديد الأفراد الذين يتطرفون في صمت داخل مجتمعاتهم. يتطلب هذا بناء ثقة أكبر بين السلطات والمجتمعات المحلية لتشجيع الإبلاغ عن أي سلوكيات مثيرة للقلق قبل أن تتحول إلى عنف.
في الختام، يمثل هجوم سيدني جرس إنذار مؤلم لأستراليا والعالم بأن خطر الإرهاب المستلهم من داعش لا يزال قائماً وحقيقياً. بينما تواصل السلطات تحقيقاتها لكشف كل خيوط هذه المأساة، يبقى التحدي الأكبر هو مواجهة الأيديولوجيا التي تغذي هذا العنف، وتعزيز التماسك المجتمعي كخط دفاع أول ضد الكراهية والتطرف.


















