تم النسخ!
من شرم الشيخ إلى البرازيل: العالم يتحد في COP30 لمواجهة تغير المناخ
تتجه أنظار العالم حاليًا صوب مدينة بيليم البرازيلية، التي تستعد لاستضافة الحدث البيئي الأبرز عالميًا، قمة المناخ COP30. يجتمع قادة العالم وصناع القرار لوضع خطط استراتيجية جديدة وحاسمة لمواجهة التحدي الوجودي المتمثل في تغير المناخ. ولا تأتي هذه القمة من فراغ، بل هي استكمال وبناء على الجهود الدولية السابقة، وفي مقدمتها المخرجات التاريخية لقمة شرم الشيخ (COP27) التي عقدت في مصر عام 2022، والتي شكلت نقطة تحول باعتمادها صندوق الخسائر والأضرار لإنصاف الدول النامية المتضررة.[1]
تحليل شخصي: نرى أن الدور المصري في ملف المناخ لم ينته بانتهاء استضافة COP27، بل تحول إلى دور قيادي مستدام. فاستمرار الاعتماد على "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل" وبرنامج "نُوفّي" كمرجعيات أساسية في القمم اللاحقة، يؤكد نجاح الدبلوماسية المصرية في صياغة حلول واقعية وقابلة للتطبيق لمشاكل التمويل التي طالما عرقلت العمل المناخي الدولي.[2]
![]() |
| قمة المناخ COP30 تبني على إنجازات شرم الشيخ لتعزيز التمويل العادل |
يستكشف هذا المقال كيف تتصدر المبادرات المصرية المشهد في القمة الجديدة، وأهمية التمويل العادل للدول النامية في مواجهة الكوارث البيئية.
دليل شرم الشيخ: خارطة طريق للتمويل العادل
في إطار التحضير لقمة البرازيل، يبرز "دليل شرم الشيخ للتمويل العادل" كأحد أهم الوثائق المرجعية. هذا الدليل، الذي وضع 12 مبدأً أساسيًا لتعزيز التمويل المناخي، يهدف بشكل مباشر إلى دعم حق البلدان النامية في التنمية والتصنيع، ولكن ضمن مسارات خضراء وعادلة تتسق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ. وقد تم إطلاق المنصة الوطنية لبرنامج "نُوفّي" لتكون نموذجًا تطبيقيًا لهذا الدليل، حيث تتصدر الآن خارطة الطريق الدولية لزيادة الاستثمارات المناخية.[3]
وهذا يشبه الاتفاقيات التجارية الكبرى التي تعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي، ولكن هذه المرة السلعة هي "بقاء الكوكب". إن التركيز على التمويل هو الحلقة المفقودة التي تحاول هذه القمم إيجادها، لأن التعهدات بدون أموال تظل حبرًا على ورق، وهو ما أدركته قمة شرم الشيخ بوضوح.[4]
| المبادرة | الهدف الرئيسي |
|---|---|
| دليل شرم الشيخ للتمويل العادل | وضع 12 مبدأ لضمان وصول التمويل للدول النامية بعدالة. |
| برنامج "نُوفّي" | منصة وطنية لجذب الاستثمارات في المياه والغذاء والطاقة. |
| صندوق الخسائر والأضرار | تعويض الدول المتضررة من الكوارث المناخية. |
التطلعات نحو 2035: زيادة التمويل الخارجي
من المتوقع أن تقدم رئاستا مؤتمر المناخ COP29 و COP30 رؤية مشتركة وخارطة طريق طموحة لزيادة التمويل الخارجي المطلوب بحلول عام 2035. الهدف هو سد الفجوة التمويلية الهائلة التي تواجهها الدول النامية في سعيها للتحول نحو الاقتصاد الأخضر والتكيف مع التغيرات المناخية القاسية. هذا التعاون الدولي يعكس إدراكًا متزايدًا بأن العمل المناخي لا يمكن أن ينجح بجهود فردية، بل يتطلب تكاتفًا عالميًا وضخ استثمارات حقيقية.
في الختام، تمثل قمة COP30 محطة مفصلية في تاريخ العمل المناخي، حيث تختبر جدية العالم في الوفاء بتعهداته. إن استمرار حضور المبادرات المصرية بقوة في المشهد الدولي يؤكد على أن مصر أصبحت لاعبًا رئيسيًا في صياغة مستقبل الكوكب. ومع تزايد التحديات البيئية، يبقى الأمل معقودًا على تحويل هذه المبادئ والاتفاقيات إلى واقع ملموس يحمي الأجيال القادمة ويضمن استدامة الحياة على الأرض.


















